أخبار وطنية المناضل علي بن سالم: حوكمت بالإعدام مرتين ولهذا تأثرت في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب
كشف المناضل علي بن سالم في حوار أدلى به لجريدة الصباح أن أسباب تأثره عند اعتلائه منبر مجلس نواب الشعب فى جلسته الافتتاحية يوم الثلاثاء 2 ديسمبر، تعود إلى مروره بلحظة تأثر عميقة أدت الى انهيار دموعه، قائلا: " أنا لم أكن لأحلم يوما أو أتخيل نفسي أن اعيش ذلك الموقف الجلل أمام نواب شعبي" خاصة أنه حوكم بالإعدام مرتين.
وأضاف بن سالم أن ترؤسه لأول جلسة افتتاحية لمجلس نواب الشعب مثّل لحظة تاريخية لن تنمحي أبدا من ذاكرته حيث استرجع لحظتها محاكمته من قبل الاستعمار الفرنسي بالإعدام وحين كان ينتظر نهايته في دهاليز الموت داخل زنزانة باردة تمتهن فيها الكرامة الإنسانية، معتبرا أن استرجاعه لتلك اللحظات كانت بمثابة لحظة ضعف إنساني خالص لم يفتعله حسب تصريحه.
ومن ناحية أخرى تحدث المناضل بن سالم عن تمتعه بعد الاستقلال بعفو أنقذه من حكم الإعدام الذي كان ينتظره في تلك الفترة، لكنه سرعان ما تمت محاكمته من جديد في زمن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة "محاكمة قاسية" وفق تعبيره، حيث اصدر ضده حكم الإعدام من جديد بتاريخ 17 جانفي 1963 رفقه 13 سجينا وموقوفا بتهمة "اليوسفية" والتي نفذ فيها الحكم في حق 11 متهما فيهم، مقابل تمتعه مع المنصف الماطري بعفو تشريعي أنقذهما من براثن الموت.
وقال بخصوص ذات السياق:" تلك الأيام عصيبة وموجعة.. ظروف الاعتقال انعدمت فيها الإنسانية والأخلاق ولم تكن منسجمة لا مع القوانين الوضعية ولا مع شروط القضاء والمحاكمة العادلة".
وأضاف: "كان المعتقلون وأنا منهم ممن حكم عليهم بالأشغال الشاقة يقع شد وثاقنا بسلاسل حديدية إلى الأرض في زنزانات مرعبة تحت الأرض وكانت عبارة عن دهاليز مظلمة وباردة، واذكر في تلك الفترة وبعد محاكمة مجموعة ما يسمى بمؤامرة أو بالمحاولة الانقلابية لسنة 1963، موت المناضل المرحوم الصحبي الفرحات احد مؤسسي الحزب الحر الدستوري سنة 1963 في زنزانة مظلمة".